إعلان

برج ترامب والتهدئة مع إسرائيل...هل تنجح سوريا في إغراء الرئيس الأمريكي لتخفيف العقوبات؟

الشرق الأوسط

تحاول عدة أطراف تنظيم لقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع و الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش زيارة الأخير إلى السعودية وقطر والإمارات. وتراهن الإدارة السورية على إغراءات للرئيس الأمريكي من بينها بناء برج ترامب في دمشق وتهدئة التوتر مع إسرائيل وتمكين الولايات المتحدة من حق الوصول إلى النفط والغاز السوري. وتبدو حظوظ تنظيم هذا اللقاء محدودة جدا بسبب جدول أعمال ترامب المزدحم وعدم وجود توافق داخل فريقه حول كيفية التعامل مع سوريا وإداراتها الجديدة.   

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلوح بقبضته لدى وصوله إلى مطار ميامي الدولي في 3 أبريل 2025.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلوح بقبضته لدى وصوله إلى مطار ميامي الدولي في 3 أبريل 2025. © أ ف ب

يحاول جوناثان باس، وهو ناشط أمريكي مؤيد لترامب التقى مع أحمد الشرع في 30 أبريل/ نيسان لمدة أربع ساعات في دمشق، إلى جانب ناشطين سوريين ودول خليجية ترتيب لقاء تاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات. وإن كان الأمر مستبعدا للغاية. 

وبحسب عدة مصادر مطلعة فإن بناء برج ترامب في دمشق وتهدئة التوتر مع إسرائيل ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى النفط والغاز السوري تندرج جميعها في خطة استراتيجية يتبناها الرئيس السوري أحمد الشرع في محاولة للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته إلى الشرق الأوسط.

وتكافح سوريا لتنفيذ الشروط التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأمريكية، والتي تبقي البلاد في عزلة عن النظام المالي العالمي وتجعل التعافي الاقتصادي صعبا للغاية بعد حرب طاحنة دامت 14 عاما.

ويأمل باس أن يساعد اجتماع ترامب مع الشرع في تخفيف موقف الرئيس الجمهوري وإدارته تجاه دمشق وتهدئة التوتر المتصاعد بين سوريا وإسرائيل.

 ولا تزال الولايات المتحدة تضع الشرع على قائمة الإرهاب بسبب صلاته السابقة بتنظيم القاعدة.

وقال باس: "الشرع يريد صفقة تجارية لمستقبل بلاده"، مشيرا إلى أن هذه الصفقة قد تشمل استغلال الطاقة والتعاون في مواجهة إيران والتعامل مع إسرائيل.

وأضاف: "لقد أخبرني  أحمد الشرع بأنه يريد بناء برج ترامب في دمشق.  يريد  السلام مع جيرانه. ما قاله لي جيد للمنطقة ولإسرائيل".

وأشار باس إلى أن الشرع تحدث أيضا عما يراه رابطا شخصيا بينه وبين ترامب: كلاهما تعرّض لمحاولة اغتيال ونجا منها بأعجوبة. ولم يرد مسؤولون سوريون ولا مسؤول إعلامي في الرئاسة على طلب للتعليق.

وذكرت الرئاسة السورية أن الشرع تحدث إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد.

وقال مصدر مقرب من الشرع إن لقاء ترامب والشرع لا يزال ممكنا في السعودية، لكنه لم يؤكد ما إذا كان الشرع تلقى دعوة.

وأضاف المصدر: "لن نعرف ما إذا كان هذا الاجتماع سيعقد أم لا حتى اللحظة الأخيرة".

جهود لترتيب لقاء

من الواضح أن عقد لقاء بين ترامب والشرع خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة أمر غير مرجح على نطاق واسع، نظرا لجدول أعمال ترامب المزدحم وأولوياته والافتقار إلى التوافق داخل فريق ترامب حول كيفية التعامل مع سوريا.

وقال مصدر مطلع على الجهود الجارية إن اجتماعا سوريا أمريكيا رفيع  لمستوى من المقرر أن يعقد في المنطقة خلال الأسبوع الذي سيزورها فيه ترامب، لكنه لن يكون بين ترامب والشرع.

وقال تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط: "هناك بالتأكيد مساع جارية".

وأضاف: "الفكرة هي أن الوصول إلى ترامب بشكل مباشر هو أفضل طريق لأن هناك الكثير من أصحاب الإيدولوجيات داخل الإدارة لدرجة يصعب تجاوزهم".

وقالت ثلاثة مصادر، أحدهم مسؤول أمريكي مطلع على عملية صنع السياسات، إن واشنطن لم تتمكن بعد من صياغة وتوضيح سياسة متماسكة تجاه سوريا، لكن الإدارة تنظر بشكل متزايد إلى العلاقات مع دمشق من منظور مكافحة الإرهاب.

وذكر اثنان من المصادر أن هذا النهج من اتضح خلال تشكيل الوفد الأمريكي في اجتماع عقد الشهر الماضي بين واشنطن ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك، والذي ضم مسؤولا كبيرا لمكافحة الإرهاب من وزارة الخارجية.

ووفقا للمصادر، قال مسؤولون أمريكيون لشيباني إن واشنطن وجدت أن الخطوات التي اتخذتها دمشق غير كافية، وخاصة فيما يتعلق بالمطلب الأمريكي باستبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في الجيش وطرد أكبر عدد ممكن منهم.

فرانس24 / رويترز