ترامب يحل بالسعودية في جولة خليجية تحمل رهانات اقتصادية كبرى
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في زيارة يستهلها من الرياض للقيام بجولة خليجية مدتها أربعة أيام ستحمله أيضا إلى قطرالأربعاء والإمارات الخميس. وحل الرئيس الأمريكي بقصر اليمامة في الرياض حيث يجري محادثات رسمية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان في استقباله على مدرج المطار. وتحمل الزيارة رهانات اقتصادية إذ يسعى الرئيس الأمريكي إلى إبرام صفقات ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات قد تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية صباح الثلاثاء في مستهل جولة بمنطقة الخليج تستغرق أربعة أيام سيكون التركيز فيها على الصفقات الاقتصادية أكبر منه على الأزمات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، بدءا من حرب غزة ووصولا إلى خطر التصعيد بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ودخل ترامب القصر الملكي الفخم في سيارة رئاسية سوداء يرافقها فرسان يحملون أعلام البلدين على الخيول. وأُطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيبا بالرئيس الأمريكي الذي صاحبت مقاتلات أف-15 سعودية طائرته الرئاسية "أير فورس وان" قبيل هبوطها صباح الثلاثاء.
ودخل الزعيمان قاعة عجت بمسؤولي البلدين حيث صافحا أبرز الوزراء والمسؤولين من الجانبين. وكان الأمير محمد بن سلمان في استقبال ترامب على مدرج المطار في الرياض.
وينص البروتوكول السعودي على استقبال أمراء المناطق لقادة الدول الزائرين، لكنّ ذلك يتم تجاوزه خلال زيارات قادة الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع المملكة، حيث يكون ولي العهد في استقبالهم.
وجولة ترامب التي تستمر حتى 16 أيار/مايو، هي الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علما بأنه قام بزيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس. وأكّد البيت الأبيض بأنه يتطلع إلى "عودة تاريخية" إلى المنطقة.
ومن المقرر أن يزور ترامب الرياض أولا، حيث ينعقد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، ثم يتجه إلى قطر الأربعاء، ثم الإمارات الخميس. وسيكون برفقته نخبة من قادة الأعمال الأمريكيين الأقوياء، منهم الرئيس التنفيذي لتسلا ومستشاره إيلون ماسك. وتعد هذه هي الزيارة الخارجية الثانية لترامب منذ توليه منصبه بعد زيارته روما لحضور جنازة البابا فرنسيس.
وقال ترامب أيضا إنه قد يسافر الخميس إلى تركيا للمشاركة في محادثات محتملة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجها لوجه.
وتأتي الزيارة في ظل توتر جيوسياسي، فبالإضافة إلى الضغط من أجل تسوية الحرب في أوكرانيا، تسعى إدارة ترامب لإيجاد آلية جديدة بشأن غزة التي دمرتها الحرب، وتحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الموافقة على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار هناك.
اقرأ أيضامئة يوم من الحكم: ما هي الاستراتيجية التي اتبعها ترامب في سياسته مع العالم العربي والإسلامي؟
والتقى مفاوضون أمريكيون وإيرانيون مطلع الأسبوع في عمان لمناقشة اتفاق محتمل لكبح البرنامج النووي الإيراني. وهدد ترامب بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
لكن بغض النظر عن احتمال زيارته تركيا، فإن هذه النقاط ليست محط تركيز جولة ترامب بالشرق الأوسط وفق ما هو مقرر حتى الآن.
استثمارات ضخمة في الأفق
من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات عن استثمارات محتملة بتريليونات الدولارات.
وتعهدت السعودية بالفعل في يناير/ كانون الثاني باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، لكن ترامب قال إنه سيطلب تريليون دولار كاملة.
وبالإضافة إلى ماسك، يشارك في هذه الرحلة قادة شركات بينهم لاري فينك الرئيس التنفيذي لبلاك روك، وجين فريزر الرئيسة التنفيذية لسيتي جروب.
كما يسافر بصحبة الرئيس وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث.
وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يعرض ترامب على السعودية صفقة أسلحة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار خلال وجوده في الرياض، والتي قد تشمل مجموعة من الأسلحة المتطورة منها طائرات نقل من طراز سي-130.
تجاهل مسألة التطبيع بين الرياض وتل أبيب
قالت مصادر إنه من المتوقع أيضا أن تتجنب الولايات المتحدة والسعودية مسألة التطبيع بين الرياض وإسرائيل تماما، حتى رغم كون ذلك أهم أهداف ترامب الجيوسياسية في المنطقة.
وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي إنه يتوقع قريبا إحراز تقدم فيما يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم، وهي مجموعة من الاتفاقات التي توسط فيها ترامب خلال ولايته الأولى، والتي حظيت إسرائيل بموجبها باعتراف دول عربية شملت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
غير أن مصادر قالت إن إحراز مثل هذا التقدم بشأن محادثات مع الرياض مستبعد بسبب معارضة نتنياهو لوقف الحرب في غزة بشكل دائم ومعارضته إقامة دولة فلسطينية.
فرانس24 / رويترز