مؤسسة أمريكية تستعد لتوزيع المساعدات في غزة نهاية أيار ورهائن سابقون يطالبون بـ"صفقة شاملة"
أكدت مؤسسة إغاثة تدعمها الولايات المتحدة عزمها بدء توزيع المساعدات في غزة قبل نهاية أيار/مايو، بينما دعا عشرات الرهائن المحررين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إبرام اتفاق يضمن إطلاق المحتجزين.

أكدت مؤسسة إغاثية تدعمها الولايات المتحدة الأربعاء، أنها ستباشر عملياتها في قطاع غزة قبل نهاية أيار/مايو الجاري، كما طلبت من إسرائيل السماح بتدفق المساعدات وفق الإجراءات القائمة ريثما تصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها. تعد هذه الخطوة أول محاولة لتفعيل جهة توزيع جديدة بعد أشهر من الجمود الإنساني.
ومنذ الثاني من آذار/مارس، لم يعبر أي شحن إنساني إلى غزة، فيما حذر مرصد عالمي للجوع من أن نحو نصف مليون شخص - أي ربع سكان القطاع- يواجهون مجاعة وشيكة على ضوء نقص الغذاء والمياه والدواء.
وخلال الأشهر التي تلت اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تولت منظمات إغاثة دولية ووكالات أممية إيصال المساعدات، لكن تعثر دخول القوافل وتفاقم الأضرار في البنية التحتية عطلا التوزيع المنتظم.
وبدلا من الآلية السابقة، تعتزم "مؤسسة إغاثة غزة" المنشأة حديثا توزيع الدعم من مواقع تصفها بـ"الآمنة"، مؤكدة أن الخطة الإسرائيلية الحالية، التي تسمح بعدد محدود من النقاط في الجنوب فقط، يجب توسيعها لتشمل شمال القطاع حيث تحتد الأزمة.
اقرأ أيضانتانياهو وكاتس يهاجمان ماكرون بسبب انتقاده منع إسرائيل إيصال المساعدات إلى غزة
وفي رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية، شدد جيك وود المدير التنفيذي للمؤسسة على أن "الاستجابة الإنسانية الناجحة ينبغي أن تغطي كل المدنيين في غزة"، مؤكدا أن غياب الممرات الشمالية يزيد من التكدس ويطيل زمن وصول الإمدادات للفئات الأشد حاجة.
كما أوضح وود أن المؤسسة "تلتمس باحترام" من قوات الدفاع الإسرائيلية تحديد مواقع كافية في شمال غزة لتصبح جاهزة خلال ثلاثين يوما، بحيث تدار كمراكز توزيع آمنة وتخفف الضغط على النقاط الجنوبية الحالية.
وطلب المدير التنفيذي كذلك تسهيل تدفق مساعدات "باستخدام الطرق القائمة" قبل تشغيل البنية التحتية الكاملة، معتبرا الخطوة ضرورية "لتقليل الضغط الإنساني المستمر وتقليص الاختناقات خلال الأيام الأولى من عملنا".
"صفقة شاملة"
وفي سياق متصل، دعا عشرات الرهائن السابقين لدى حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إبرام "صفقة شاملة" لإعادة كل المحتجزين، مشيرين إلى أن الحل التفاوضي هو الطريق الوحيد لاستعادة الأمل ووحدة المجتمع.
وجه 67 من المفرج عنهم الرسالة عبر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، لافتين إلى أن الإفراج الأخير عن الجندي الأمريكي–الإسرائيلي عيدان ألكسندر يمثل فرصة ملموسة لإحياء المفاوضات.
بحسب المنتدى، خصصت الرسالة لكل من نتانياهو وترامب والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مؤكدين أن الوقت مناسب للعودة إلى طاولة التفاوض وعدم الانسحاب قبل توقيع اتفاق شامل.
وجاء في الرسالة أن "معظم المجتمع الإسرائيلي يرغب في عودة الرهائن حتى لو كان ذلك على حساب العمليات العسكرية"، في إشارة إلى استعداد الرأي العام لتسويات تعجل إنهاء المعاناة في جانبي الصراع.
وفي الدوحة، لا تزال المفاوضات تبحث وقفا لإطلاق النار متزامنا مع الإفراج عن الرهائن، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع إرسال وفد لاستئناف النقاشات.
كما التقى نتانياهو ويتكوف الأربعاء لمراجعة "ملف الرهائن والمفقودين"، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الذي أكد أن الملف يحظى بـ"أولوية قصوى" لدى الجانبين.
وشدد الرهائن السابقون على أن تجربتهم في أنفاق حماس تحتم استثمار هذه الفرصة التاريخية، محذرين من أن تضييعها سيطيل أمد الأزمة ويعمق الانقسام.
و كان نتانياهو قد أعلن أمام جنود الاحتياط الاثنين أن "إتمام العملية" في غزة يعني "القضاء على حماس"، مع ترك هامش لوقف موقت لإطلاق النار لكن دون التراجع عن الأهداف العسكرية المعلنة.